رصدت مجلة “تشيف ماركتنج أوفيسرز” رؤية خبراء السوق من العاملين بقطاع الإعلانات الخارجية “الأوت دور” لموسم رمضان الحالي ومدى قدرة القطاع على إصلاح ما أفسدته جائحة كورونا العام الماضي، إذ توقع الخبراء استفاقة القطاع هذا الموسم لتصل الطاقة التشغيلية للمساحات الإعلانية بالشوارع لنحو 70%، بنهاية الشهر الفضيل.
ومما لا شك فيه أن قطاع الإعلانات الخارجية في رمضان الماضي مر بأسوأ مواسمه على الإطلاق، إذ تزامن الموسم مع إجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي المتبعة عالميا وما ترتب عليها من إحجام المعلنين على إعلانات الأوت دور؛ بسبب تأثر أغلب القطاعات بتداعيات فيروس كورونا المستجد.
وبحسب تصريحات سابقة لأشرف خيري، رئيس شعبة الدعاية والإعلان باتحاد الصناعات، فإن شركات الدعاية والإعلان تكبدت خسائر فى المبيعات تراوحت بين ٢٠٠ و٢٥٠ مليون جنيه في موسم رمضان الماضي.
ومع انطلاق موسم رمضان 2021، تسود نظرة تفاؤلية للقطاع بشأن قدرته على التعافي وتجاوز خسائر العام الماضي، بدعم من مؤشرات ما قبل رمضان، وبالتحديد شهري فبراير ومارس، وسط توقعات بارتفاع الإقبال على الأوت دور خلال الشهر الفضيل بنسبة تتراوح بين 20 و 30% مقارنة بموسم ما قبل كورونا “2019”.
“60% زيادة في تعاقدات رمضان من العلامات التجارية و 30% للفضائيات”.. هشام لطفي
في هذا السياق، أكد هشام لطفي، مدير عام وكالة الأهرام للإعلان زيادة تعاقدات رمضان هذا العام بنسبة تتراوح بين 50 و 60% مقارنة بالعام الماضي، موضحا أن هذه الانتعاشة بدأت منذ شهر فبراير الماضي مرورا بمارس مع توقعات باستمراها لشهر ابريل الذى يتزامن معه موسم رمضان.
وفسر لطفي هذه الزيادة بأن المجتمع بدأ يتعامل مع الأمر الواقع ودخل مرحلة التعايش مع أزمة فيروس كورونا، آملا أن تستمر تعاقدات الأوت دور بنفس معدلاتها الحالية حتى نهاية العام الجاري.
ونوه بأن عودة بعض القطاعات للإنفاق قبل شهر رمضان مثل قطاع العقارات، والأجهزة الكهربائية، والأغذية والمشروبات، مؤشر جيد للموسم الرمضاني المقبل.
وأشار إلى أن تعاقدات القنوات الفضائية على إعلانات الأوت دور للترويج لمحتواها الرمضاني بدأت منذ مارس الجاري، على أن تصل لقمتها مع بداية شهر رمضان، محققة زيادة تتراوح ما بين 20 و 30% مقارنة بالموسم السابق.
وأوضح أن على الرغم من أن إعلانات الأوت دور تلعب دورا هاما فى القنوات لكن منذ العام السابق حدث تراجع بالنسبة للترويج للأعمال الدرامية لأن القنوات بدأت الاعتماد على السوشيال ميديا بشكل أكبر.
وفيما يتعلق بالسياسات التسعيرية لمساحات الأوت دور في شهر رمضان، أكد أنها ستستمر فى نفس مستوى العام الماضي، مؤكدا أن لا أحد يستطيع رفع أسعار الإعلانات فى الوقت الحالي فى ظل المنافسة الشديدة بين الوكالات هذا العام لتعويض خسائر العام الماضي.
“جودة الأعمال ودخول وكلاء إعلانيين جدد العامل الأبرز في إستعادة حركة السوق بشكل أقوى”.. أحمد الشناوي
قال أحمد الشناوى، الرئيس التنفيذي لوكالة “Plan A” للإعلانات الخارجية، إن رمضان 2021 سيشهد زيادة فى حجم الإقبال الإعلاني من جانب الفضائيات على الإعلانات الخارجية لسببين؛ الأول هو ارتفاع مستوى الأعمال الدرامية هذا العام لاسيما أن 90% من أبطالها نجوم صف أول، وهو ما يزيد من أهمية التواجد الإعلاني عبر الأوت دور.
أضاف أن السبب الثاني دخول وكلاء إعلانيين أقوياء لبعض القنوات هذا الموسم على عكس السابق، وهو ما سيحرك السوق بشكل أقوى هذا العام.
تابع: أما بالنسبة للعلامات التجارية، فهذا الموسم يمثل لهم فرصة للرجوع بقوة أكبر مما سبق، بعد أن تقلصت الميزانيات الإعلانية بشكل كبير خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا خاصة على مستوى الأوت دور و الاون جراوند، ونسبيا عبر التليفزيون، وبالتالى فالفرصة ستكون أكبر هذا العام لمعظم القطاعات وعلى رأسهم العقارات والأغذية والمشروبات.
وبسؤاله عن نسبة الزيادة المتوقعة بنهاية رمضان، أكد أن المقارنة بالعام الماضي في غير محلها بسبب جائحة كورونا، وإنما يمكن القول إنها ستكون 20% مقارنة بالعام الأسبق “2019”.
وفيما يتعلق بسياسات التسعير، أكد أنها تقترب من مستويات العام الماضي دون فروقات واضحة، مؤكدا أن هذه الزيادة لن تعوض خسائر العام الماضي ككل وإنما ستحدث تدرجا فى التعويض.
“السوشيال ميديا استحوذت على نحو 40% من إجمالي حصتي الأوت دور والميديا”.. محمد هنداوي
في سياق متصل، قال محمد هنداوي مدير عام الإعلانات الخارجية بوكالة “أوبتيميزرز”، إنه من المتوقع أن تعمل وكالات الإعلانات الخارجية هذا العام بطاقة تشغيلية تتراوح بين 60 و 70% ، أي بنسبة زيادة من 20 إلى 30% مقارنة بما قبل الجائحة.
وأشار إلى أن البنوك والاتصالات والأغذية والمشروبات والسلع الاستهلاكية هم اللاعبين الأساسيين هذا الموسم، بالإضافة للقطاع الصحي الذي يسعى جاهدا للمنافسة بقوة أيضا بدعم من الآثار الجانبية لجائحة كورونا وشغف الجمهور لمتابعة كل ما له علاقة بالصحة، بينما يظل القطاع العقاري الأكثر استحواذا على الحصة الأكبر من الإعلانات الخارجية سواء في رمضان أو على مدار العام ككل.
وفيما يتعلق بالتسعير، أكد أن رمضان 2021 لم يشهد أي زيادة فى الأسعار مقارنة بالعامين السابقين، بل يشهد استقرار مدعوم ببعض المزايا الإضافية للعملاء مثل تقديم مساحات إضافية مجانية ضمن الحملة أو طرق سداد أفضل، خاصة أن السوق بدأ يعاني من الانكماش خلال الفترة السابقة، لدرجة أن بعض الشركات أعادت بعض المساحات الإعلانية للجهات صاحبة الامتياز بسبب عدم القدرة على مجابهة تبعات جائحة كورونا الاقتصادية.
وأكد أن الدولة تلعب دورا هاما فى الحفاظ على سوق إعلانات الأوت دور بل وتجاهد من أجل استمرار حركته، ضاربا المثل بهيئة الطرق والكباري التى قدمت للوكالات تحفيضا فى أسعار التراخيص السنوية وقلصت المقابل المادي للإعلانات بمعدل شهرين إلى ثلاثة أشهر كنوع من المساهمة في تقليل حجم المخاطر.
ونوه هنداوي بأن السوشيال ميديا استحوذت على ما يتراوح بين 25 و 40% من حصة سوقي الأوت دور والميديا مجتمعتين، إذ أصبحت جزء لا يستهان به فى الخطط الإعلانية، كما ارتفعت حصتها أيضا عن الرادي الذى بدأ يتضاءل لصالح السوشيال ميديا أيضا.
يمكنك الآن تحميل نسختك الرقمية (المجانية) من مجلة “تشيف ماركتنج أوفيسرز” من خلال هذا الرابط.