للعام الثاني على التوالي يقضي جموع المسلمين، البالغ عددهم 1.8 مليار نسمة شهر رمضان على وقع كوفيد-19، رغم أن هذا العام شهد تعايشًا وتقدمًا أفضل من السابق، في التعامل مع الجائحة والحد من انتشار الفيروس قياسًا بـ 2020، خاصةً مع بدء تنفيذ برامج توزيع اللقاح، ورفع قيود الحظر تدريجياً.
ومما يمّيز رمضان أنه يجلب معه التفاعلات الإيجابية؛ وهو ما يوفر للعلامات التجارية فرصة عظيمة لنشر الإيجابية، وطمأنة المجتمع، وإشاعة قيم التكافل والتضامن خلال الشهر الفضيل، ويرتبط الشهر الكريم بمبادئ ومفاهيم الإحسان، والامتنان.
ويمكن القول إن رمضان أفضل توقيت للعلامات التجاريّة؛ للإسهام في مدّ التواصل بين الناس؛ وإشاعة الأمل والتفاؤل والتوادّ، وتوسيع نطاق انتشارها من خلال المبادرة بتأسيس فهم ثقافي أكبر حول الشهر الفضيل؛ مما يقدّم المجتمع الإسلامي بطريقة أصيلة وإيجابية.
كلنا ندرك أن الجائحة عجلت من اعتماد الناس على التواصل الرقمي، ومكّنت الشركات والعلامات التجارية من توظيف التقنيات الحديثة في التعبير عن نفسها بشكل فعّال، وتزداد عادة في شهر رمضان متابعة وسائل الإعلام المختلفة ومشاهدتها؛ مما يوفّر لها فرصة الوصول إلى جماهير عريضة، وبطرق مبتكرة تعزّز قيم التضامن المجتمعي.
تركت جائحة كوفيد-19 أثرها على حياة الجميع؛ وهو ما يجعل من أولويات أي حملة ناجحة خلال رمضان أن تتفاعل مع الأزمة وفي نفس الوقت تعكس جوهر الشهر الفضيل وقيمه، ويمكن للعلامات التجاريّة إبراز رمضان بوصفه اللحظة الإيجابية العظمى في العالم.
يُشكّل رمضان أحد أكبر المواسم التسويقية في العالم، وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ؛ مما يزيد من سباق التنافس بين العلامات التجارية، وسيلجأ من يرغب منها في التمّيز إلى الجرأة، والتفكير خارج الصندوق، والتوّسع عبر الحدود؛ للوصول إلى جماهير جديدة، والتفاعل مع العملاء عبر جميع القنوات الإعلامية.
فعلى مدار شهر كامل من كل عام، تتغير الطريقة التي يتفاعل فيها المسلمون مع العالم، فتتركّز أولوياتهم في الأسرة، وأداء العبادات أولًا وقبل كل شيء، وهذا الفهم لعادات الجمهور المستهدف ودوافعه في رمضان يصبح أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للعلامات التجارية؛ لتتمكّن من بناء حملات ناجحة وفعّالة تستفيد من الشهر الفضيل، ومن احتفاليات العيد دون أن تقع في خطأ مبالغة الترويج العلني لمنتجاتها، أو خدماتها.
إن العملاء هذا العام أكثر استعدادًا للتكيف مع الاحتفال بالشهر الفضيل خلال الجائحة؛ ولذا يجدر بالعلامات التجارية أن تكون مستعدة أيضًا، ومن أهم أسس رمضان الإحسان والعطاء، ونيل الأجر والثواب من الله تعالى، من هلال صناعة مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات الذي يُكسب العلامة التجارية ولاء عملائها وجماهيرها الداخلية والخارجية على المدى الطويل؛ ويسهم في جعلها مرنة وقابلة للتغيير.
أخيراً، سيظل رمضان هو شهر التواصل وتعزيز الروابط الاجتماعية، لقد مر بالعالم أحداثٌ جسام في العام الماضي، ولذا يمثل رمضان 2021 فرصة للعلامات التجارية، لتقديم الشكر في إدارة الجائحة العالمية، وتحتفل W7Worldwide هذا العام بالشهر؛ لتعزيز الرؤية الأساسية للوكالة لخلق التواصل، والحوار، والتأثير الإيجابي. وبصفته جزءًا من جهودنا والتزامنا بدعم الشركات والعلامات التجارية بخبراتنا ومعرفتنا خلال الجائحة؛ أنشأنا مركز معلومات فيروس كوفيد-19 الحائز على جوائز عالمية وإقليمية، وأصدرنا سلسلة شاملة من الأدلة الاستشارية في مجال استراتيجيات الاتصالات المؤسسية باللغتين العربية والإنجليزية، متاحة للجميع بالمجان.
وكل عام وأنتم بخير..