- في ظل صعود منطقة دول مجلس التعاون الخليجي كقوة رائدة في عالم صناعة العطور على الساحة العالمية، ومع التوقعات بأن تصل قيمتها السوقية إلى 10.7 مليار دولار بحلول عام 2027، تبرز الشركات المتخصصة في هذا المجال توجهات السوق المرتكزة على احتياجات المستهلك وفرص التوسع، مع العطور الفريدة والتجريبية التي تظل في مقدمة الاهتمامات الرئيسية للسوق.
- يعد الذكاء الاصطناعي ثورةً في قطاع الجمال، حيث يمكنه أن يعيد تشكيل تجربة العملاء بأبعاد جديدة. من جهة أخرى، فقد أظهر قطاع “التكنولوجيا المنزلية” تفوقه وجاذبيته في تقديم حلول العلاجات المنزلية.
دبي، الإمارات العربية المتحدة: بينما تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية كقوتين رئيسيتين في سوق العطور ضمن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، قدم خبراء وصانعو العطور والمتخصصون في هذا المجال رؤاهم عن التطورات في القطاع خلال الدورة السابعة والعشرين من بيوتي وورلد ميدل إيست، المعرض التجاري الدولي الأبرز في المنطقة والذي يجمع الجمال والشعر والعطور وفنون الرفاهية.
ومع ازدياد الاقبال الملحوظ على منتجات تكنولوجيا الجمال المنزلية، فإننا نشهد طفرة في الطلب على السلع الاستهلاكية أكثر من أي فترة سابقة. بفضل إمكانيات الذكاء الاصطناعي كعامل تحفيزي للنمو في مجال التجميل والعناية، كما قدم الخبراء والمصنعون حلولًا مبتكرة مصممة لتلبية احتياجات الصالونات والاستخدام المنزلي.
وفي إطار الاهتمام المتجدد بقطاع العطور، الذي شهد أسرع نمو خلال المعرض، قامت “أنفاسك دخون”، الشركة الرائدة في مجال العطور الفاخرة، بإطلاق مختبر “إموفيشن” الخاص بها. هذه التجربة الفريدة من نوعها في عالم العطور تقدم للمهتمين فرصة مبتكرة لصياغة روائح فردية تعبّر عن عواطفهم وشغفهم.
و كما أوضحت أوليمبيا ماسكولو، المؤسسة المشاركة لـ “أنفاسك دخون” قائلة: “يعكس مختبر إموفيشن جذورنا الثقافية العربية العميقة في فن صياغة طبقات العطور. حيث نقوم بإرشاد العميل خلال رحلة مكونة من مراحل؛ بدءًا من فهم فصائل العطور، مرورًا بالمكونات الرئيسية، وانتهاءً بكيفية دمجها ببراعة لابتكار عطر مميز يعبر عن الهوية العاطفية.”
وتجاوزًا لمجرد فكرة العطر التقليدي، تَظهر توجهات جديدة تشمل تجارب العناية المنزلية وما وراءها. تقول إلسا رحال، مديرة التسويق في “سي بي إل آروماس”: “نشهد تطورًا ملحوظًا واهتمامًا متزايدًا بفكرة التفرد أو التميز ضمن السوق. في الواقع، ازدادت شعبية المنتجات المتميزة بشكل كبير في عام 2023. حيث تتطلع العلامات التجارية الآن لتقديم مستوى عالٍ من الابتكار، وهذا واضح ليس فقط في قطاع العطور الفاخرة، ولكن في مجالات مثل الشموع ومستحضرات العناية الشخصية وحتى المنتجات المنزلية، حيث تسعى جميعها لتقديم رونق خاص وتجربة فريدة، وذلك لا يظهر فقط في جوهر العطر ولكن أيضًا في التغليف. وأضافت: “بلا شك، هناك توازن معقد بين المبتكر والملاءمة التجارية، حيث يجب أن تقدم العلامات التجارية روائح تتوقع أن تكون ناجحة في السوق، مع مراعاة المحافظة على فرادة وجوهر العلامة التجارية.”
وفي مؤتمر “نكست إن بيوتي”، تم التركيز على “استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي لتحقيق التطور في الأعمال”. وأبرزت نيديما كوهلي، مؤسسة “بيوتي ماتشينج إنجن”، أن الحملات التي استندت إلى تجارب تقدم صورًا “مثالية” بتقنية الذكاء الاصطناعي قد أظهرت أداءً أفضل من تلك التي استخدمت نساءً حقيقيات، مما أسهم في تعزيز إيرادات قطاع الجمال. وهذا يدل على تقدير متزايد للصور “المثالية” التي تولدها النظم الذكية. كما حثت كوهلي أصحاب المؤسسات في قطاع الجمال على استغلال الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، لفهم تأثيره على تفاعل الجمهور وزيادة العائدات، وأوصت بالاعتماد على أدوات تكنولوجيا المعلومات المتقدمة لتحقيق الريادة والتميز.
من جهتها، قالت هيلين دونغ، مدير مبيعات أول بشركة “بيوتي تك” الصينية: “ننظر إلى دبي باعتبارها مركزاً عالميًا في قطاع الجمال، وخصوصًا فيما يتعلق بالابتكار والتكنولوجيا. ومن هذا المنطلق، يُعد معرض بيوتي وورلد ميدل إيست منصة حيوية للعرض والترويج.” وأضافت دونغ: “أصبح لدينا الآن أجهزة تجميل منزلية متقدمة تتيح للمستهلكين الاستمتاع بتقنيات علاجية كانت في السابق حكرًا على الصالونات والمنتجعات الصحية.”