لفريضة الحج مكانة سامية وراسخة في نفوس وأفئدة المسلمين بجميع أنحاء العالم، فهو الركن الخامس من أركان الإسلام {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران :97].
والحج في مضمونه الإيماني العام رحلة روحية يشتاق لأدائها كل مسلم على وجه البسيطة، ولو مرة واحدة في العمر، إلا أن حج موسم 1441هـ – 2020 يختلف عن السنوات السابقة، بعد أن شكّلت جائحة كورونا تحديًا في إقامة الشعيرة المقدسة، خشية تفشي العدوى في تجمعات الحشود الكبيرة في الحج، التي يصعب فيها تفعيل عنصر التباعد الاجتماعي الآمن بين الأفراد.
ويأتي موسم حج هذا العام مقننًا بعد قرار وزارة الحج والعمرة بإقامة الشعيرة بأعداد محدودة جدًا، مقارنة بالأرقام المليونية المعتادة التي كانت تستقبلها السعودية (2,5 مليون تقريبًا) سنويًا من ضيوف الرحمن.
لذلك تستدعي الظروف الاستنثائية الراهنة بث روح الوحدة والتكاتف من خلال صناعة الأمل، وللشركات والعلامات التجارية دور مهم في هذه الصناعة الإيجابية، من خلال المساهمة بإبراز دعمها جهود المملكة في تنظيم موسم الحج الآمن ضمن شعار بـ”سلام آمنين”، الذي ستُطبّق فيه جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية، وقواعد التباعد الاجتماعي؛ لضمان سلامة حجاج بيت الله الحرام.
وتحتاج الشركات والعلامات التجارية في خضم الأزمة الحالية إلى إبراز قيم المواطنة المسؤولة، ومعاني التكاتف والتضامن في معركتنا ضد الجائحة، كما تحتاج إلى دعم الإرشادات الحكومية، ورسائل الصحة العامة المتعلقة بموسم الحج الحالي بشكل إيجابي؛ لهذا ينبغي أن تكون حملات التواصل المؤسسي مؤثرة عاطفياً، من خلال تجسيد روح وجوهر الحج، وتعزيز أهمية ومكانة الموسم التي ستظل راسخة على الرغم من كل القيود التي فرضتها الجائحة.
وعلى الشركات أن تدرك أنها شريكة للحكومة في المساهمة في رفع مستوى الوعي للجهود الكبيرة التي تبذلها لتنظيم هذا الحدث في ظل “الجائحة الصحية”.
ومن المهم أن تحرص الشركات على تكييف نغمتها لطمأنة المجتمع، وإظهار روح التكاتف المجتمعي، ومع كثافة استخدام الناس للشبكة الافتراضية خلال الجائحة، أصبحت المنصات الرقمية الطريقة الأكثر فاعلية للتواصل مع العملاء وأصحاب المصلحة، وعلى العلامات التجارية مشاركة مشاعر الحجيج وإيصالها للناس – ولو رقميًا- ويمكن أن يتحقق ذلك بإنشاء محتوى تفاعلي يجمع الناس مثل: إقامة مسابقات، أو ترشيح أبطال المجتمع الذين قاوموا الجائحة، بالإضافة إلى إجراء استطلاعات الرأي؛ لمعرفة كيفية قضاء الأسر لعيدها، وكلها أفكار يمكنها زيادة جذب وتفاعل الجمهور المستهدف، ونشر الوعي بالعلامة التجارية.
وفي كل عام تتوجه أعين العالم على (ماذا ستقدم السعودية للحجيج؟)، ومشاهدة أضخم وأكبر تجمع بشري على وجه الأرض، إلا أن هذا الموسم سيكون مختلفًا تمامًا من حيث الأعداد المحدودة جدًا، وهي فرصة مهمة لتثقيف الجماهير غير المسلمة التي تتوق إلى معرفة تفاصيل هذه الفريضة، واحتفاء المسلمين بيوم النحر الأكبر (عيد الأضحى المبارك).
وهناك مسار آخر على الشركات أن تسلكه، وهو دعم كوادرها الوظيفية التي تحملت كثيرًا منذ بدء أزمة كورونا، وهي فرصة سانحة للمدراء التنفيذيين -ونحن على أعتاب عيد الأضحى المبارك- لتقديم امتنانهم لموظفيهم، وشكرهم على الاستمرار في العمل والإنجاز والإنتاج؛ لذلك يجب أن تكون رسائلهم متجهة للاحتفال معهم بهذه الشعيرة، والاعترف بمساهمتهم، وتعزيز جوانب الصحة النفسية والجسدية، وتشجّيعهم على قضاء الأوقات الممتعة مع عائلاتهم؛ حتى يتسنى لهم العودة بصحة إيجابية عالية بعد إجازة العيد.
وستؤدي التجارب الإيجابية المشتركة إلى خلق الشعور بالتكاتف بين أبناء المجتمع، ويمكن للعلامات التجارية أن تخرج هذا العام بطرق إبداعية؛ لتعزيز قيم الحج، والاحتفال بالعيد، ويفضّل أن تكون رسائل حملاتها متعاطفة، مانحة للأمل والتفاؤل.
من المؤكد أن الجائحة قد تركت آثارها على الجميع، ويعد هذا الوقت المثالي للعلامات التجارية لبناء التواصل مع جماهيرها، وإنشاء محتوى ينقل قيم الإنسانية، والامتنان، والعمل الجماعي، وبصفتنا وكالة سعودية متخصصة في العلاقات العامة والتواصل، والاستشارات الاستراتيجية والإعلامية، فإننا نعمل على مساعدة عملائنا من القطاعين العام والخاص، على إعداد وتنفيذ خططهم للتواصل المؤسسي خلال موسم الحج الحالي، كما يمكنكم الاستفادة من تحميل وقراءة التقرير الاستشاري الصادر حديثًا من وكالتنا بعنوان “7 عوامل تضمن نجاح حملة التواصل المؤسسي في حج 2020) (للقراءة اضغط هنا).