لا شك أن العقارات تظل من أهم الخيارات الاستثمارية في مصر لاسيما في ظل المتغيرات الاقتصادية الحالية. في هذا الإطار، أجرت مجلة “تشيف ماركتنج أوفيسرز | CMOs” مقابلة حصرية مع أيمن سامي، مدير شركة جيه إل إل في مصر، وعنود حداد، رئيس قسم التسويق والعلاقات العامة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، لمشاركة رؤيتهم حول الفرص والتحديات الحالية في القطاع العقاري في المنطقة بشكل عام، وبالأخص في مصر.
وإلى نص الحوار…

مجلة CMOs: بالحديث عن الفرص التسويقية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.. هل تواجه السوق العقارية في الوقت الحالي تحديات تتعلق بالمتغيرات الاقتصادية الحالية؟
أيمن سامي: إن التأثير الاقتصادي على القطاع العقاري ذو شقين؛ أولا، أنه يساعد الصناعة على الظهور كمسرع للمشترين الذين يسعون إلى التحوط ضد التضخم وانخفاض قيمة العملة؛ وثانياً، أنه يخلق بعض الشكوك المتعلقة بإدارة التكاليف، مما يتسبب في تأخير اتخاذ القرار بالنسبة لبعض اللاعبين. ومع ذلك، على الرغم من هذه التحديات، تظل العقارات أحد الخيارات الاستثمارية الرئيسية في البلاد خلال هذه الفترة من عدم اليقين، مما يوفر للمسوقين سبلًا واسعة للذهاب لما هو أبعد من استراتيجيات بناء العلامة التجارية وتكوين الصورة الذهنية لها، وإتاحة الفرصة لهم لخلق تصور إيجابي للقطاع كمنارة للاستقرار ومعقل للفرص، مما يعزز الثقة ليس فقط بين مجتمع المستثمرين المحليين ولكن أيضًا بين المستثمرين الدوليين.
مجلة CMOs: كيف تخططون للاستفادة من فرص السوق العقاري في مصر على مستوى كل من القطاع التجاري والإداري والسكني والإداري؟
أيمن سامي: لتعظيم الفرص التي يقدمها سوق العقارات في مصر عبر القطاعات التجارية والسكنية والإدارية، يعد اتباع نهج متعدد الأوجه أمرًا ضروريًا. عندما يتعلق الأمر بالقطاع التجاري، فقد ظلت شريحة المكاتب من الفئة (أ) في السوق صامدة بشكل جيد على خلفية العرض المحدود وارتفاع الطلب. لقد أثبت احتفاظ الملاك بإيجاراتهم المعلنة بالدولار الأمريكي فائدته وسط تقلبات الاقتصاد الكلي. وبالمثل، فإن مرونة القطاع السكني الذي كانت مبيعاته دائمًا مدفوعة بالرغبة في حماية المدخرات وسط انخفاض قيمة العملة، لا تزال بارزة. أما قطاع التجزئة، فلا يزال حساسا للوضع الاقتصادي؛ فقد كان للأحداث الأخيرة تأثير على القوة الشرائية لكلا من العملاء وكذلك العلامات التجارية بسبب تذبذب الأسعار. ومع ذلك، فقد ولدت هذه المحنة آفاقًا جديدة للعلامات التجارية المحلية لتزدهر كجزء من تكتيكها المتمثل في تقديم منتجات عالية الجودة بأسعار معقولة.
خلاصة القول، يكمن المفتاح في فهم الديناميكيات الخاصة بكل قطاع والاستعداد للتكيف مع الاتجاهات المتغيرة. ومن خلال الاستفادة من مرونة شريحة المكاتب من الفئة (أ) والجاذبية الدائمة للاستثمارات السكنية، مع تعزيز نمو العلامات التجارية المحلية في قطاع التجزئة، يمكن لأصحاب الشأن اغتنام الفرص الناشئة بشكل استراتيجي ودفع النمو المستدام في بيئة السوق المتغيرة باستمرار في مصر.
مجلة CMOs: هل ترى أن المنتج العقاري هو منتج سهل التسويق أو البيع من منظور أنه الملاذ الآمن للاستثمار أم أنه الأصعب – على النقيض – نظرا للارتفاع المتزايد في أسعار الوحدات وتراجع القوة الشرائية؟
أيمن سامي: إن النظرة المرتبطة بالعقارات باعتبارها ملاذًا آمنًا للاستثمار تخلق مستوى معين من السهولة في بيع المنتج أو الترويج له. حتى خلال الأوقات الاقتصادية الأكثر تحديًا، يفضل المشترون دائمًا استثمار أموالهم في العقارات نظرًا لمستويات التقدير العالية والقدرة على حماية مدخراتهم. وعلى الرغم من أنه قد يصبح من الصعب في بعض الأحيان البيع على المدى المتوسط، إلا أنه على المدى الطويل مع اللحاق التدريجي للدخل بالتضخم وانتعاش نشاط السوق، فإن هذه التحديات تميل إلى التراجع. وعلى الرغم من القيود التي يفرضها تضاؤل القوة الشرائية، فإن احتمال حدوث زيادات أخرى في الأسعار بسبب انخفاض قيمة العملة غالبا ما يكون بمثابة حافز للمشترين، مما يبرز الجاذبية المستمرة للعقارات كوسيلة للاستثمار.
ولمناقشة الفرص والاستراتيجيات التسويقية لشركة “جيه إل إل” وكذلك الخطط المتعلقة بالعام الحالي 2024، حاورت مجلة “CMOs” أيضًا عنود حداد، رئيس قسم التسويق والعلاقات العامة للشركة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، وفيما يلي ما قالته…

مجلة CMOs: حدثينا عن دورك كرئيس قسم التسويق والعلاقات العامة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا لدى “جيه إل إل”؟
عنود حداد: كقائد لفريق من المسوقين البارعين والمتحمسين، كان تركيزي الأساسي دائمًا على دفع أعمالنا نحو أهدافها من خلال صياغة خطط استراتيجية تتماشى بسلاسة مع رؤية شركتنا وأهدافها. في شركة جيه إل إل، يلعب التسويق دورًا حاسمًا في الترويج لعلامتنا التجارية، وعرض مجموعة خدماتنا، وإبراز خبرة فريقنا الموهوب. هدفنا الشامل هو تعزيز نمو الأعمال من خلال تنفيذ مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك إدارة العلامات التجارية، وجهود الاتصال الداخلي والخارجي، والتسويق عبر الوسائط الرقمية والاجتماعية، وإدارة الحملات، وإنشاء المحتوى، والفعاليات، وغيرها من الأنشطة التي تدعم توليد العملاء المحتملين. ومن خلال التعاون الوثيق مع نظرائنا الإقليميين والعالميين، فإننا نستفيد من القوة الهائلة لعلامتنا التجارية العالمية ونصل إلى موارد عالمية المستوى لتوسيع تأثيرنا ومدى وصولنا.
مجلة CMOs: فيما يتعلق باستراتيجية التسويق، ما الذي أضافته عنود حداد إلى “جيه إل إل” بعد توليها منصب رئيس قسم التسويق والعلاقات العامة في الشركة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا؟
عنود حداد: مع استمرار نمو الأعمال على مر السنين، توسع نطاق التسويق أيضًا عدة مرات. كفريق واحد، جعلنا من أولوياتنا إقامة شراكات قوية مع الإدارة ووحدات الأعمال المختلفة داخل مؤسستنا، مما يمكننا من دعم أهدافهم بشكل فعال ودفع مسار نموهم. وقد عزز هذا النهج التعاوني التوافق الاستراتيجي بين التسويق وخطوط الأعمال المختلفة، والذي يتميز بقنوات اتصال مفتوحة تضمن توافق مبادرات التسويق بشكل وثيق مع توقعات وأهداف كل وحدة عمل. علاوة على ذلك، ينصب تركيزنا الكبير اليوم على الاستفادة من الاستراتيجيات الرقمية والتقنيات المختلفة لتعزيز الوعي وتحقيق نتائج قابلة للقياس، مما يعكس التزامنا بالبقاء في طليعة الممارسات التسويقية الحديثة.
مجلة CMOs: أخيرا.. ما هي خطط “جي إل إل” الشرق الأوسط وأفريقيا التسويقية لعام 2024؟
عنود حداد: في جيه إل إل، تتوافق استراتيجيتنا التسويقية مع رؤية الشركة طويلة المدى المتمثلة في خلق المزيد من الفرص لموظفينا وكوكبنا ومجتمعاتنا. في عام 2024، سنواصل التركيز على أهداف التحول الرقمي لدينا والاستخدام المتزايد للقنوات الرقمية لدعم توليد العملاء المحتملين، وتعزيز تجربة العملاء من خلال الأنشطة المستندة إلى البيانات، وإشراك العملاء، وبناء العلاقات من خلال استهداف الفعاليات الخاصة بالصناعة وكذلك الموائد المستديرة، بالإضافة إلى بناء القيادة الفكرية وتسويق المحتوى. علاوة على ذلك، تظل الاستدامة مجال التركيز الرئيسي بالنسبة لنا نظرًا لأننا نتمتع بمكانة رائدة في هذا المجال على المستوى الإقليمي والعالمي.